عذرا سيدتي عذرا ..
لست شاعر ينثر شعر
ولست كاتب يكتب نثر
ولست قاص يقصُ أمر
لست سوى ريفيا يسكن .. بمنفي به فطر
يبحث عن ريفا جديد ..
وسط ورق أبيض داخل سطر
بمحاذاة نهر .. أو معبر .. أو جسر
لست أنا من ينسج الهوى ..
وعلى العالم أشكل خطر
لست أنا نابليون أو هتلر
أو روميو أو شكسبير
لست أنا من أولئك .. الذين صيته على الأوراق سطر
لست أنا امرؤ القيس أو نزار أو أبو نواس أو جرير
أو أحد من أولئك العمالقة .. الكتب والشعراء
لست أنا من شعراء تلك العصور .. القديمة أو المهجر
لست من أولئك .. القساورة والأمراء
لست سوء كاتب يعبر بمعبر .. كله شوائب صخر
عذرا سيدتي عذرا
الشاعر في نسجه حر
فالشعر بحر .. والشاطئ سطر
والبحار شاعر .. والربان يراع طاهر
سيدتي أتنظرين .. لسكون الليل وسنا القمر
هل يحلو لنا السهر
عذرا سيدتي عذرا
فأنني لا أعلم كيف ينسج الشعر
فأنني لست سوء طفل غريق .. بأعماق تيارات البحر
لا أعلم هناك ماذا يجري ..
ماذا هناك خلف ذلك المؤتمر
هل من جديد يتوسط الشعر
هل من حبيب يقاسي الخطر
هل من يراع لا يحتمل الصبر
هل من نفس تناجي سنا القمر
هل وهل وهل .. ونفوس من الأعماق تحتضر
لا أظن هناك يراع .. بات موقظ حتى الفجر
لان اليراعان قد نامت .. على نعيم الأسر
وأن الريفي يراعه قد أنصهر
وأن الزمن قد اندثر
وأن اليراعان بات لا تفيد .. الأسطر
وأن يراع كل عاشق .. قد أنكسر
فكيف أكون أنا شاعر .. أعشق الشعر
ويراعي بين فكي .. لا ينسج غير المر
ينسج ما لذا وطاب .. من معاناة الدهر
عن الحب عن الخيانة عن وعن ..
ويترك السيف الصارم البتر
ماذا بعد .. هل من يراع في خطر
هل من نفس لا تلعن ..
هل من نفس تقف أمام القدر
هل من أناس تصارع تكابر
لا تنهار سريع وتعلن المفر
قد يكون هناك ..
ولكن الفئة القليلة التي تصبر
عذرا سيدتي عذرا
فأنا بين الشعراء طفلا ..
وبين القصائد شطر
وبين الكلام حرف ..
وبين النثر سطر
لست شاعر ينثر شعر ..
لست أنا أمير الشعراء
لست سوء شظايا بقايا ..
ريفي عاشق منصهر !!!.
  
|